فولكس واجن تتحدى تويوتا ، والقمة لا تسع إلا واحدا (هام جدا)

فولكس واجن تتحدى تويوتا ، والقمة لا تسع إلا واحدا (هام جدا)


تقلب عالم صناعة السيارات أيما تقلب . سقطت كرايسلر وضَعُفَت فورد و تغلب الساموراي الياباني ( تويوتا) على الكاوبوي الأمريكي(جنرال موتورز). الأشقاء الثلاث- كرايسلر وفورد وجنرال موتورز - تعاضدوا مع بعضهم ، حتى جاءت تويوتا وطبقت فيهم المقولة الشهيرة " أُكِلـْتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض " . وبسيطرة تويوتا على السوق الأمريكي أصبحت أكبر شركة سيارات في العالم. لكن الوصول للقمة أسهل من البقاء فيها . فمن الذي يجب أن تحذر منه تويوتا ويشكل تهديدًا لتربعها على العرش العالمي ؟

قد يكون الجواب البديهي هو جنرال موتورز . رغم الإفلاس فهي لا زالت شركة كبيرة . وليس من السهل على ملاكم قوي تشبث بلقبه طوال سبعين عاما أن يتركه بلا إعادة لمباراة البطولة . جنرال موتورز تحاول تبقى على اتصال بالسوق الأوروبي والآسيوي -بالرغم من الإفلاس - إيمانا منها أن الصين وأوروبا سوقان قد يغطيان عجزها في أمريكا . جنرال موتورز لازالت تريد أن تبقى في الواجهة لتنقض على تويوتا من جديد. لكن تويوتا تملك التقنية الحديثة والأبحاث المتطورة والسمعة الحسنة التي لا تملكها جنرال موتورز .

الخطر الأكبر ليس من جنرال موتورز بل من شركة فولكس واجن. في عام 2007 أعلنت فولكس واجن تحديها للانقضاض على المركز الأول وعلى تويوتا الحذر من هذا التهديد .وفي الربع الأول من هذا العام(2009) باعت فولكس واجن 1.39 مليون سيارة مقابل 1.23 مليون سيارة لتويوتا ، ما يجعلها الصانع الأكبر لهذا العام حتى الآن . فولكس واجن- أو (سيارة الشعب) بالألمانية- تملك الكثير من المقومات لتقارع تويوتا ،سأحاول تلخيصها هنا قدر استطاعتي.

1- تتكون فولكس واجن من مجموعة شركات عريقة هي: لمبورجيني وبوغاتي وأودي وبنتلي ، كذلك سياتSEAT الإسبانية وسكوداSkoda التشيكية ، وشركة الشاحنات سكانيا Scania السويدية، وقريبا ستنضم بورش للمجموعة. أيدي هذا الأخطبوط الألماني تمتد لتنافس على جميع القطاعات : السيارات الفاخرة جدا والرياضية، وسيارات الطبقة الوسطى الاقتصادية ، و الشاحنات. فهي غير محدودة بقطاع السيارات والشاحنات الصغيرة والسيارات الفاخرة كما هو الحال مع ( تويوتا - لكزس - دايهاتسو ) .

2- كما أن لتويوتا دولا قريبة ذات أيدٍ عاملة رخيصة كأندونيسيا وفيتنام وتايلاند؛ فإن لدى فولكس واجن دُوَلُ شرقِ أوروبا (سلوفاكيا والتشيك وبولندا ) ودولاً كالبرتغال ، حيث الأيد العاملة أرخص بكثير من بقية أوروبا . وموقع هذه الدول يفتح لفولكس واجن أسواقا مهمة - كروسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة وشمال أفريقيا. إضف لذلك القوانين والتسهيلات التي تتمتع بها الشركات الأوربية في قارتهم العجوز، مما يجعل فولكس واجن تنعم بسهولة اقتصادية وإدارية في عملية إدارة فروعها الأوروبية ، عكس ما قد تعانيه تويوتا في أندونيسيا وتايلاند وغيرها من اختلاف العملة والقوانين.


3- تحظى فولكس واجن بحصة كبيرة و قاعدة جماهيرية قوية في الكثير من الأسواق الكبرى كسوق الصين وأمريكا الجنوبية، على عكس تويوتا التي دخلت هذه الأسواق متأخرة. وعلى سبيل المثال ، باعت فولكس واجن ما يقارب نصف مليون سيارة في الصين عام 2006 ، مقابل 180 ألفا لتويوتا . ورغم ارتفاع مبيعات السيارات في الصين وزيادة حجمه ، فإن حصة تويوتا لا زالت لم تكبر بل قد تناقصت. يبقى لفولكس واجن ضعفها في السوق الأمريكي مقابل سيطرت تويوتا عليه حتى الآن.


4- تمتلك فولكس واجن رصيدًا تقنيًا متطورًا وتكنولوجيا حديثة تقارع بها تويوتا . فكما لتويوتا محركات الهايبرد Hybrid الكهربائية ، فإن لفولكس واجن محركات الديزل النقيةTDI التي تصل أرقامها لأرقام رائعة تتفوق في بعض الأحيان على المحركات الهايبرد. وليس أدل على قدرة الأخطبوط الألماني التقنية من أن أعظم اختراع هندسي في عالم المحركات لعصرنا الحالي (البوغاتي فيرون ) ليس إلا وليد مهندسي فولكس واجن .


مما سبق يتضح أن لتويوتا ندًا قويا في فولكس واجن ، ويبقى لفولكس واجن تعديل خياراتها وخططها في السوق الأمريكي